مختصر قصة سيدنا ذي القرنين عليه السلام
لقد ذكر تعالى قصة سيدنا ذي القرنين عليه السلام في القرآن الكريم في سورة الكهف.
قال تعالى:
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ..: من أعماله التي عملها شيء منها. .. ذِكْرًا.
{إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ..: ملك الدنيا جعلناه ملكاً ملك الأرض لكن لا جزافاً. ..وَآَتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا: لكل شيء أصول وقوانين: أقبل علينا فصارت له تقوى، شاهد الحق فرأى طريق السعادة ووجد أن خير شيء له أن يكون ملكاً يقود الناس ويدلهم بلسانه وبسيفه.
فخيرك منك، سعادتك منك وبيدك: إن صمت اتقيت رأيت الطريق.
{فَأَتْبَعَ سَبَبًا: هذا ذو القرنين استنار رأى الطريق فاتَّبعه. بالتقوى ترى الطرق، برمضان بكمالك وبحبك لرسول الله تقبل معه: فبنور رسول الله ترى نور الله.
فهذا ذو القرنين باستنارته رأى الأسباب التي توصله لمطلبه فسار بها.
{حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ..: في جماعة لا يرون من الشمس إلا أنها تدفئ لا أكثر: لا يرون إلا حموها فقط جاهلين. ..وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا..: غيرهم فهمانين نوعاً ما. سأل جماعته. ..قُلْنَا.. له. ..يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ..: أولئك. ..وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا: أو تعاملهم.
{قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ..: من يخرج عن الحق سأعاقبه هذا عملنا معه. ..ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا.
{وَأَمَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا: نعامله بالإحسان ويصبح كل أمره يسراً. وبعد أن آمنوا سار لغيرهم.
{ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ..: سار من المغرب إلى المشرق. ..وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا: عريانين وحوش عراة.
{كَذَلِكَ..: آمنوا بالتفكير إذ عاملهم كالأولين:
فالأوّل لا يرون من الشمس إلا حرَّها والآخرون عراة وحوش فدعا هذين إلى التفكير بأصلهم وبأنفسهم بالتربية: النبات والمطر والشمس والنجوم والقمر وبالدوران للكرة فعرفوا المسيِّر وقالوا لا إلۤه إلا الله: فكروا فاهتدوا. ..وَقَدْ أَحَطْنَا..: حازوا الإيمان. ..بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا: أحطناهم بما لديه من الإيمان، فنالوا خبرة بالإيمان وطريقه فصارت لهم خبرة بما عنده وأصبحوا مؤمنين.
{ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا: فكرهم مف بالكليّة للدنيا، لا يستطيع التحول عنها من ميلهم للدنيا لم يفقهوا عليه شيئاً: كانوا أهل حضارة مائلين للدنيا.
{قَالُوا..: قال الأوَّلون. ..يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ..: إن هؤلاء الذين لا يفقهون قولاً يبعثون الفساد فينا بعملهم نحن لا نريد الصلات بيننا. ..فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا.
{قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ..: من مالكم كله. ..فَأَعِينُونِي..: ساعدوني. ..بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا: لأحجز بينكم وبينهم.
{آَتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ..: قطع الحديد. ..حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا..: وسلَّط النار فلما احمرَّ الحديد. ..قَالَ آَتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا: ذوّب النحاس وصبه عليه فصار ناعم الملمس وقويّاً.
{فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ..: لنعومة سطحه إذ صار أملس. ..وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا.
{قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي..: ربي هو الذي علمني لا من نفسي. ..فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ: إذا فسدتم مثلهم هدم الله السد بينكم وبينهم. ..وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا: قال صلى الله عليه وسلم عن لسان الله إن هذا الشيء وقع