لمحة عن القطارات

القطار

لا يمكن أن ننكر الدور الذى لعبته السكك الحديدية خلال القرنين الماضيين فى تطوير أسلوب حياتنا العصرية . فقد كانت الثورة الصناعية فى بداية القرن الثامن عشر قد بلغت أوج نشاطها , وكان النقل هو أحد المشاكل الكبرى . فالنقل على الطرق لم يكن كافيا , كما كان بطيئا إلى حد ما , علاوة على خطورته. ثم جاءت السكك الحديدية فحلت مشاكل رجال الصناعة وهيأت الوسيلة الفعالة للنقل اللازمة للتطورات الصناعية الهائلة فى ذلك الوقت .. وبذلك بدأ عصر السكك الحديدية .

المراحل الرئيسية فى تاريخ القطار:

إن فكرة وجود السكك الحديدية كوسيلة دائمة مصممة لتهيئة سطح صلب للمركبات التى تجرى على عجلات كانت فكرة قديمة تماما , وكانت توجد فعلا منذ القرن السادس عشر سكك تصنع أحيانا من الحديد , ولكنها كانت تصنع غالبا من الخشب, وكانت وسيلة الجر معتمدة على الخيل.. وكانت هذه القطارات مقصورة إلى حد كبير على مناطق المناجم.

قاطرة تجرها الخيل

وبحلول عام 1800 كانت الطاقة البخارية تقوم بتشغيل المصانع والآلات . وكان أول رجل فكر فى استخدام قدرة البخار على خطوط الطرق , هو رالف آلان Ralph Allen . ولسوء الحظ , فإن محاولته المبكرة لتسيير قاطرة بخارية على الخطوط لم تنته إلى شىء.

1804 :

فى هذا العام وضع ريتشارد تريفيثيك Richard Trevithick الإنجليزى قاطرته الأولى على القضبان فى جنوب ويلز . وكان هذا أول تجميع ناجح بين خطوط السكك الحديدية والقطار البخارى فى العالم. ولقد سيرت القاطرة فى أثناء التجارب على قضبان لها شفاه , وكانت تجر عشرة أطنان من الحديد , وسبعين راكبا لمسافة 14 كيلومترا.

قاطرة تريفيثيك

1814 :

قام المهندس البريطانى جورج ستيفنسون George Stephenson ببناء قاطرته الأولى المسماة "بلوخر" Blucher , والتى كانت تتضمن عدة تحسينات أساسية فى تصميم المحرك البخارى , وبعد عام أتم ستيفنسون بناء قاطرة أخرى وسيرها على خطوط مناجم كيلنجورث لنقل الفحم من مخارج الأنفاق إلى شاطىء النهر حيث تنقله الصنادل , وكانت هذه القاطرة بمثابة الأساس لكل قاطرة بخارية بنيت منذ ذلك الحين.

القاطرة البخارية " بلوخر"

1825 :

قام ستيفنسون ببناء خط سكة حديد يصل بين ستوكتون و دارلنجتون , ومنها إلى شيلدون, وهى مسافة يبلغ طول خطها الحديدى حوالى 40 كيلومترا . وكانت القاطرة البخارية فى أول الأمر تقوم بنقل الفحم والبضائع وبسرعة متوسطة 6 – 10 كيلو متر فى الساعة , ثم زودت القاطرة بعربات مناسبة لنقل الركاب .

1829 :

بنى ستيفنسون قاطرته البخارية الشهيرة "روكيت" Rocket , وسيرت على خط ليفربول – مانشيستر فى 15 سبتمبر عام 1830 وبلغت سرعتها 58 كيلومترا فى الساعة , وحصل بهذه الكيفية على أول رقم عالمى فى السرعة . وكان هذا أول خط منتظم يستخدم فيه القطار البخارى , وأول مرفق يقدم خدمات منتظمة للركاب.

وتلى ذلك انتشار بناء خطوط السكك الحديدية وتطورها فى أنحاء العالم , لِما عرف من مدى سرعة القطارات البخارية فى نقل الركاب والبضائع . وبنهاية القرن الثامن عشر كانت خطوط السكك الحديدية تغطى أوروبا وأمريكا وكندا وجزء من روسيا .

القاطرة البخارية "روكت "

1879 :

ظهرت فى برلين القاطرة الكهربية "الترام" على يد الألمانى سيمنز Siemens , وكانت القاطرة تعمل من خلال أسلاك كهربية مثبتة على أعمدة من أعلى وممتدة على طول الخط .

1863 :

افتتح أول خط سكة حديد تحت الأنفاق بين بيدنجتون و فارنجتون فى لندن وكان صاحب الفكرة هو شارل بيرسون Charles Pearson , وكانت قاطرة بخارية هى التى تجر العربات.

1892 :

قام المهندس الألمانى رودلف ديزل Rudolf Diesel باختراع نوع من محركات الاحتراق الداخلى وهو محرك " الاشتعال الانضغاطى" ويطلق عليه " محرك ديزل " تكريما لمخترعه.

وسرعان ما حلت محركات الديزل محل المحرك البخارى فى القطار ليس فقط لصغر حجمها بالنسبة للمحركات البخارية , ولكن أيضا لأنها لا تستغرق الوقت الذى تستغرقه عملية توليد البخار , ويرجع الإقبال عليها أيضا إلى تشغيلها الاقتصادى ومتانتها ومقدرتها على الأداء الجيد عند السرعات المنخفضة , علاوة على عدم قابلية وقودها للانفجار , ولذلك فإن لمحركات الديزل الكبيرة استخدامات عديدة , وخاصة عندما يلزم أن يكون التشغيل متواصلا كما هو الحال فى قاطرات السكك الحديدية .

قطار ديزل

وفى القرن العشرين حدثت تطورات سريعة فى السكك الحديدية وأصبحت أكثر راحة , وخاصة بعد إدخال عربات النوم عليها . كما تزايدت سرعاتها بدرجة هائلة بعد ظهور قطارات حديثة مثل القطار الأوتوماتيكى , القطار التوربينى , القطار المغناطيسى , وغيره . وقد سجلت سرعات للقطارات الحديثة وصلت إلى 515 كيلومتر / ساعة وكان ذلك فى عام 1990.