السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- اقدم لكم موضوع : عندما تنطق الفطرة ل: ثامر العنزي
كنت أتأمل هذا الحديث: ( ما من مولودٍ إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهوِّدانه، أو ينصِّرانه، أو يمجِّسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء، ثم يقول: { فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم }.
كيف ذلك ؟ وكيف يولد على الفطرة ؟ يقول الشيخ سفر الحوالى حفظه الله:
فلا يمكن بأية حال من الأحوال أن يولد إنسان إلا وهو على هذه الفطرة، كما قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( ما من مولودٍ إلا وهو يولد على الفطرة - وفي رواية: على الملة - فأبواه يهوِّدانه، أو ينصِّرانه، أو يمجِّسانه ).
وكل الروايات تدل على أن كل مولود يولد على الإسلام وعلى التوحيد؛ تحقيقاً للعهد الذي أخذه الله تبارك وتعالى: ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى [ الأعراف: 172 ].
فكل إنسان ميَّسر له أن يهتدي إلى الجواب؛ وهو أن يعرف أن الله خلقه لعبادته، وأن معرفة الله هي أعز ما يسعى إليه كل مخلوق، وهي الغاية التي ليس بعدها غاية أبداً، لكن الذي حدث هو الابتلاء من الله تبارك وتعالى وهذا ما دل عليه القرآن كما قال الله تبارك وتعالى: ( إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ) [ الإنسان: 3 ].
فهو تبارك وتعالى مع بيانه لحكمة الوجود، ومع أنه فطر الناس على الهداية والاهتداء إليه؛ لكنه جعل مكان الابتلاء ومحل الابتلاء إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً [الإنسان: 3] وهكذا يمكن أن يكون الإنسان: إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً [ الإنسان: 3 ]. انتهى كلام الشيخ.
عندما أذهب لأصلى ويحضر معي أخي الصغير الذي لم يتجاوز 4 سنوات أرى أن صلاته كلها سجود.. نحن نكبر وهو يسجد.. نحن نركع وهو يسجد.. نحن نسجد وهو يسجد.. هنا بحق تنطق الفطرة .
الردود