القول السوي في حكم الاحتفال بالمولد النبوي
ما هو الدين ؟
الدين هو: قال الله قال رسوله صلى الله عليه وسلم، قال الصحابة أولوا العرفان.هل ورد في الدين مـا يدل على الاحتفال بالمولد النبوي؟
لو كان الاحتفال بيوم المولد النبوي مشروعاً لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته، لأنه
أنصح الناس، وليس بعده نبي يبين ما سكت عنه من حقه؛ لأنه صلى الله عليه
وسلم خاتم النبيين، وقد أبان لأمته ما يجب له من الحق، كمحبته وإتباع
شريعته، والصلاة والسلام عليه، وغير ذلك من حقوقه الموضحة في الكتاب
والسنة.ولـم يذكر لأمته أن الاحتفال بيوم مولده أمر مشروع حتى يعملوا بذلك.ولم يفعله
صلى الله عليه وسلم طيلة حياته، ثم الصحابة رضي الله عنهم أحب الناس له،
وأعلمهم بحقوقه، لم يحتفلوا بهذا اليوم، لا الخلفاء الراشدون ولاغيرهم، ثم
التابعون لهن بإحسان في القرون الثلاثة المفضلة، لم يحتفلوا بهذا اليوم.مجموع فتاوى الإمام ابن باز / المجلد السادس.
حكم الاحتفال بالمولد النبوي
المـولد لم يرد في الشرع ما يدل على الاحتفال به، لا مـولد النبي
صلى الله عليه وسلم ولا غيره، فالذي نعلم من الشرع المطهر وقرره المحققـون
من أهل العلم أن الاحتفال بالموالد بدعة، لا شك في ذلك؛ لأن الرسول صلى
الله عليه وسلم - وهو أنصـح الناس وأعلمهم بشرع الله، والمبلغ عن الله- لم
يحتفل بمولده صلى الله عليه وسلم، ولا أصحابه، لا خلفاؤه الراشدون ولا
غيرهم، فلو كان حقاً وخيراً وسنة لبادروا إليه، ولـمَا تركه النبي صلى الله
عليه وسلم، ولَعلّمه أمته وفعله بنفسه، ولفعله أصحابه، وخلفاؤه، رضي الله
عنهم. فـلما تركـوا ذلك علم يقينا أنـه لـيس من الشـرع.
وهكذا القرون المفضلة لم تفعل ذلك، فاتضح بذلك أنه بدعة.
فتاوى نور على الدرب/ للإمام ابن باز/ شريط رقم: (22)
ما هي البدعة ؟
البدعـة
في الشرع المطهر هي: كل عبادة أحدثهـا الناس، ليس لها أصل في الكتاب ولا
في السنة ولا في عمل الخلفاء الأربعة الراشدين لقول النبي صلى الله عليه
وسلم: {من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد}. متفق على صحته، وقوله صلى الله عليه وسلم:{من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد} أخرجه مسلم في صحيحه، وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه: {فعليكم
بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها
بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة}.مجموع فتاوى الإمام ابن باز / المجلد السادس.
أول مـن أحدث هذه البدعة
أول من أحدثها الفاطميون في مصر، في القرن الرابع الهجري.في القرن السابع أحدثها ملك اربل في العراق، ثم انتشرت في المسلمين. وسببـهـا
-كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية- في: "اقتضاء الصراط المستقيم" قال:
سببها إما محبة الرسول عليه الصلاة والسلام، فظنـوا أن هذا من مقتضى
المحبة، وإما مضاهاةً للنصـارى؛ لأن النصـارى يقيمون عيداً لمولد المسيح
عليه الصلاة والسلام.وأياً كان السبب فكل بدعـة ضـلالة.
سلسلة لقاء الباب المفتوح/ للإمام العثيمين/ شريط رقم: (210)
هل ثبـت أن مولد النبي صلى الله عليه وسلم كان في اليوم الثاني عشر؟
لـم
يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد في اليـوم الثاني عشر. بل إن بعض
المحققين - من علماء الفلك- أكَّدوا أن مولده كان في اليوم التاسع من هذا
الشهر، واختلف العلماء - المؤرخون القدامى- على نحو سبعة أقوال أو ستة
أقوال في تعيين يوم مولده.سلسلة لقاء الباب المفتوح/ للإمام العثيمين/ شريط رقم: (131)
الرد على من يحتج بـحديث: {من سن في الإسلام سنة حسنة}
سئل الإمام العثيمين/سلسلة لقاء الباب المفتوح/ شريط: (210)السائل: هؤلاء الذين يحتفلون بمولده صلى الله عليه وسلميقولون:
إن في ذلك أصل! فيقولون: من سنَّ سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها،
ويقولون أيضاً: إن عمر بن الخطاب سن سنة صلاة التراويح فكيف نرد على هؤلاء؟الجواب: نقول: صدقوا، {من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة} لكـن: {إياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة} ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: {من سن في الإسلام سنة حسنة}.والمراد بقوله: {من سن سنة حسنة} أحد أمرين؟ إما أن يكـون المعنى: من ابتدر العمـل بها، كما يدل على ذلك سبب الحديث. وإما أن المعنى: من أحياها بعد أن مـاتت، وليس المعنى أن ينشئ عبادة من جديد، هذا لا يمكن. لأن سبب هـذا الحـديث: أن الرسول صلى الله عليه وسلم حث على الصدقة، فأتى رجل من الأنصار بِصُرة قد أثقلت يده، ووضعها بين يدي النبي صلى الله عليه وسلمفقـال: {من سن في الاسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة} ولا يمكن أن تكون البدعة حسنة أبداً، والرسول صلى الله عليه وسلميقول: {كل بدعة ضلالة}.أما بالنسبة لفعل عمر:فعمر ما ابتدع صلاة الجماعة في القيام أبداً؛ أول من سن الجماعة في قيام رمضان: النبي عليه الصلاة والسلام.صلّى بأصحابه ثلاث ليال، ثم تخلف في الرابعة، وقال: {إني خشيت أن تُـفرض عليكم فتعجزوا عنها}ثم
تُركت وهُجرت في أيام أبي بكر رضي الله عنه، في زمن عمر خرج ذات يوم ووجد
الناس يصلـون أوزاعاً، يصلي الرجل مع الرجل، والرجل مع الرجلين، متفرقين،
فقال: (لو جمعتُهم على إمامٍ واحد) فأمر تميماً الداري وأُبيّ بن كعب أن
يقوما للناس على إمام واحد، فيكون عمر لم يُحدث هذه البدعة، ولكنه أحياها،
بعد أن تُركت.فتاوى نور على الدرب/ للإمام ابن باز/ شريط رقم: (17)