بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله تعالى نحمده ونستعين به ونستغفره ونعود بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهده الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا اله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد
أن محمدا عبده ورسوله أما بعد فان أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله
عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فتاوي شيخ العلامة زيد بن محمد هادي المدخلي
السؤال
هل من السنة أن نقول للإخوة بعد صلاة الجماعة تقبل الله؟
السؤال : أحسن الله إليكم سائل من فرنسا يقول: هل من السنة أن نقول للإخوة بعد صلاة الجماعة تقبل الله.
ا
لجواب: لا يقال بلفظ جماعي تقبل الله هو دعاء إذا قال أحد لأخيه تقبل الله منا ومنكم صالح العمل لا حرج وهو
دعاء لكن لا يقال بعد الصلاة مباشرة كما يفعل بعض الناس يتصافحون وكل واحد يقول تقبل الله والثاني كذلك هذه من البدع لم تكن في عصر النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عصر أصحابه
سؤال الثاني
أحسن الله إليكم يقول السائل ذكرتم حفظكم الله أن الشياطين مجبولون على المعصية فكيف يحاسبون على فعل هذه المعاصي وهي جبلتهم؟
السؤال : أحسن الله إليكم يقول السائل ذكرتم حفظكم الله أن الشياطين مجبولون على المعصية فكيف يحاسبون على فعل هذه المعاصي وهي جبلتهم.
الجواب: أولا هذا السؤال نجيب عليه من اجل إزالة الشبهة وإلا لا يجوز أن يوجه لأن الله عز وجل سمى نفسه
الحكيم فهو يضع الأشياء في مواضعها فإذا عذب من عذب عذبه وهو غير ظالم له أبدا فلا يجوز الاعتراض على
أقدار الله وأحكامه ومن جملة ذلك من جبلوا على المعصية لأنهم لا خير فيهم ولا يصلحون للدار الطيبة وجوار الله
عز وجل في جنات النعيم فالخبيث وأهله يركمه الله في نار جهنم فالشياطين خبثاء وإمامهم إبليس اشد خبثا وأعدى عدو لبني آدم فالمقصود يجب الإيمان بأن الله يضع الأشياء في مواضعها من إدخال أهل النار في النار وإدخال
أهل الجنة في الجنة ومن شقاوة هؤلاء وسعادة هؤلاء وقد سبق كل ذلك في اللوح المحفوظ الشقي والسعيد وفي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما وفي يديه كتابان قال
أتدرون ما هذان الكتابان قالو إلا أن تخبرنا يا رسول الله قال للذي في يمينه هذا كتاب من رب العالمين بأسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم أجمل عليه فلا يزاد فيه ولا ينقص منه وقال للذي في الأخرى هذا كتاب من رب
العالمين بأسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أجمل عليه فلا يزاد فيه ولا ينقص منه فرغ ربكم من كل شيء ولاذ بالكتابين وهو حديث صحيح يتفق مع آيات القرآن ومع الأحاديث الصحيحة في هذا الموضوع فالمقصود أن
الله لا يظلم أحدا كما قال عز شأنه (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) أي بالكفر والمعاصي فالشياطين كفرت وغوت وشمرت في إغواء عالم الإنس والجن فأي خير فيهم وقال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ
ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا) إذن وجب الإيمان بأن الله الذي سمى نفسه الحكيم يضع الأشياء في مواضعها في دار الدنيا ودار البرزخ ودار القرار لا معقب لحكمه ولا اعتراض على أقداره بل الرضا
والتسليم بما قضى وقدر.