قراصنة الكاريبي

جوني ديب: الجمهور حكمي الوحيد

قراصنة الكاريبي ـ 4:

كوميديا سوداء بوجوه جديدة

الجزء الرابع من
"قراصنة الكاريبي" يعرض على الشاشات اللبنانية والعربية، وجون ديب يلعب فيه
بإتقان يثير الإعجاب دور القبطان جاك سبارو، وهو هذه المرة يبحث عن "نبع
الخلود". ماذا أيضاً في هذا الجزء من الملحمة؟

أبرز ما في الفيلم الرابع أنه استعان بمخرج جديد هو روب
مارشال. الفيلم بعنوان "On Stranger Tides"، وهي رواية كتبها تيم باورز في
العام 1988. أما كاتب السيناريو فهو تيري روسو، وقد استعار من الرواية
عناصر كثيرة أهمها اللحية السوداء، أنجليكا، ونبع الخلود وحاول تطويعها في
خدمة الفيلم.
ولماذا المخرج الجديد؟
يقول المنتج جيري بروكهايمر: إن
مخرج الافلام الثلاثة الاولى غور فيربينسكي كان يبحث عن آفاق جديدة، وكانت
لديه مشاريع أخرى... جوني ديب كان يريد أن يذهب الى مغامرة أخرى كما ديزني،
فجاء بالمخرج روب ماريشال. والفكرة كانت جيدة، لأن مارشال مخرج معتاد
الكوميديا الموسيقية، وهو مرشح مثالي لإظهار كل تغيرات جاك سبارو. ويقول
جوني ديب: روب مارشال متنبه بشكل لا يعقل الى كل ما يجري... فإذا هو احس
بأن أحدًا ليس في الايقاع المطلوب فهو لا يتوانى عن توجيه الملاحظات اليه،
بكل تهذيب طبعاً، وإذا تفوق أحدهم يقول له رأساً أحسنت...
وعندما سئل
روب مارشال كيف ارتضى اخراج الفيلم الرابع في ملحمة اخرج الأجزاء السابقة
منها مخرج غيره قال: "في هذا المجال كنت محظوظا، لأن الفيلم الرابع هو قصة
جديدة بشكل كامل، مع شخصيات جديدة. لأول مرة لدينا المرأة القرصانة في
الملحمة (تلعبها بينيلوبي كروز) والتي ستحمل بعداً جديداً لشخصية جاك
سبارو. أما بالنسبة الى صاحب "اللحية السوداء" فهو فعلا من الشخصيات الاكثر
شيطانية التي شاهدتها، وليس فقط في محيط "قراصنة الكاريبي". حتى بالنسبة
الى الشخصيات التي عرفناها سابقاً فإنها في هذا الفيلم تذهب الى اتجاهات
اخرى، كما باربوسا الذي لم يعد مجرد قرصان بل اصبح يعمل من اجل تاج
انكلترا.
ويؤكد روب مارشال ان استدعاءه لإخراج هذا الفيلم لم يفاجئه فقد
"حلمت دائما وسرًّا بإنجاز فيلم مغامرات في هذا المستوى، وأنا آتي من
الكوميديا الموسيقية، ولذلك احسست أنني كما السمكة في الماء، لأن قيادة
مجموعة من الراقصين لا تختلف كثيرا عن تنفيذ كوريغرافيا المبارزات بالسيف".
اذاً
الفيلم الرابع حظي بدم جديد، وكثيرة هي الوجوه التي انتهت مع الفيلم
الثالث ومن بينها ويل واليزابيت اي اورلندو بلوم وكيرا نايتلي، لأن قصتهما
وصلت الى نهايتها. لذلك كان لا بد من إدخال شخصيات جديدة الى الفيلم
الرابع، الذي كما يقول مخرجه هو قصة جديدة فعلاً. في الفيلم الجديد نحن
أمام ثنائي يضم سام كلافلان في دور الارسالي فيليب والممثلة الفرنسية
استريد برجيس ـ فريبسبي التي تجسد الحورية سيرينا... والشرير الجديد في
الفيلم (اللحية السوداء) يلعب دوره ايان ماشان، ويقول عنه جوني ديب: هذا
الرجل هو من قوى الطبيعة، انه اسطورة!
أما بالنسبة الى الممثلة بينيلوبي
كروز في دور القرصانة ابنة صاحب "اللحية السوداء"، فان روب مارشال هو الذي
اتى بها الى الفيلم لتلعب دور انجليكا، وروب كان قد ادارها في فيلم
"Nine".
وجاك سبارو وانجليكا لديهما ماض مشترك، وفي هذا يقول جوني ديب:
"هاتان الشخصيتان تذكرانني بزوجين مطلقين. انهما يحبان بعضهما بعضاً
ويكرهان بعضهما بعضاً في الوقت نفسه. علاقتهما فعلا غريبة وهي علاقة مهمة
جدا للعبها".
عن دورها تقول بينلوبي: "انجليكا هي ابنة "اللحية السوداء"
القرصان الاخطر في كل الازمان. تعلمت من والدها الكثير لكنها تريد أن تعمل
الخير. انها تقاتل من اجل طاقم السفينة وتود لو أنها تستطيع أن تغير
والدها. وفي الوقت نفسه هي تتصرف كقرصان: فهي كاذبة ممتازة، مهيمنة كثيرا
ومستعدة لكل شيء كي تحصل على ما تشتهيه".
في هذه القصة المملوءة بالحركة
حيث الحقيقة والخيانة والشباب الابدي والموت تشكل جميعها كوكتيلا متفجرا،
يلتقي الكابتن سابرو مجدداً بامرأة عرفها فيما مضى (انجليكا) فهل إن
علاقتهما هي حب أم انها امرأة ليست سوى مغامرة تبحث عن استغلاله لتكتشف نبع
الشباب الخالد؟ حين تجبره على الابحار على مركب والدها القرصان الرهيب فان
جاك لا يعرف ما الذي عليه أن يخاف: صاحب السفينة ام هذه المرأة الطالعة من
ماضيه؟
وهكذا فإن الجزء الرابع من الملحمة يبدو وكأنه انطلاقة جديدة
لأفلام عدة. حاليا هناك كلام عن جزء خامس وسادس... ولأول مرة في تاريخ
الافلام تسجل هذه السلسلة ارباحاً تفوق المليار في كل فيلم. ولجوني ديب حصة
طبعاً في هذا النجاح التجاري. الفيلم الواحد يكلف ما بين 250 و300 مليون
دولار اميركي، والارباح اضعاف التكلفة، وجوني يتصدر لائحة المستفيدين من
الأرباح في هوليوود.
إنه الممثل الاقوى في هوليوود، وهو يستطيع ان يفعل
ما يريد. وفي الفيلم الرابع من "قراصنة الكاريبي" "On Stranger Tides" حظي
بمميزات لم تعط لأي نجم قبله.
وبخلاف كل النجوم من صفه وهم قلائل، فان
جوني ديب لا يسعى لأن يعمل مع المخرجين المؤلفين، كما نقول. لقد عمل معهم
جميعا في الجزء الاول وعمل مع امبركو ستاريكا ومع جيم جارموش ومع رومان
بولانسكي ومع اوليفر ستون، ومع جون واترز وتيم بيرتون، وهو يعرف دقة وإتقان
الكبار ويمكن أن يصلا احيانا الى الهوس. وآخر الكبار الذي عمل معهم مايكل
مان في فيلم "Public Enemies" وكانت تجربة سيئة لجوني الذي يقول: مايكل مان
مهووس بتفاصيل تفاصيل... كنا نعيد المشهد ايضا وأيضا وأيضا.
ويقول منتج الفيلم ج ـ ماك براون: "بالنسبة الى جوني فإن الشخصية تولد فيه وليس مما يقوله له المخرج".
ويعلق
جوني: رئيسي الوحيد، وحكمي الوحيد هو الجمهور. ولذلك فإن جوني ديب يفرض ان
يختار مخرجه. فمن اجل الفيلم الرابع من القراصنة اعطى المنتج لائحة
بالمخرجين المفضلين لديه وكان روب مارشال من بينهم، لأن جوني احب فيلمه
"مذكرات غيشا". ويقول المنتج جيري بروكمايمر: "بعدما قال جوني نعم لروب،
بدأنا العمل... واليوم، فإن المخرجين الذين يعمل معهم جوني ديب امثال تيم
بيرتون، غور فيربينسكي، روب مارشال يتشاركون في صفة واحدة: انهم يتركونه
حراً.
وجوني ديب هو من يقدم افكاراً لأفلامه. طبعًا اذا قلت لأي رئيس
ستوديو في هوليوود ان نجم فيلمه يريد أن يشارك في تخيل السيناريو، فهو
طبعاً سينصرف الى الضحك. ومع ذلك، فإن جوني ديب فعل ذلك. فبعدما انتقد
علناً وبقوة صعوبة وتعقيدات السيناريوهين السابقين، اصر على ان يشارك في
احداث الفيلم الرابع من "قراصنة الكاريبي". ويقول كاتب السيناريو تيري
روسيو: جوني شارك في كل اجتماعات الكتابة. واسباينا والارسالي هما من
افكاره! وغالبية المشاريع التي صورها او التي سيصورها تنبع منه هو. "Rhum
Express" هو اقتباس من كتاب "The Rum Diary" للكاتب هنتر س. طومسون، وجوني
اعجب به. "Dark Shadows" الذي بدأ تصويره خلال الشهر الجاري مع المخرج تيم
بيرتون مستوحى من مسلسل تلفزيوني كان يعشقه عندما كان صغيرا... سيبدأ العمل
ايضاً في "Remake" عن فيلم "L’introuvable" وهو تحية لسنوات الثلاثينيات
في هوليوود التي يعيش جوني في حنين اليها. وكي تكون في يده المبادرة في هذه
الافلام، فإن جوني ديب يرتكز على سلاحين، الاول شركته الخاصة للانتاج:
"Infinitum Nihil" التي تديرها شقيقته كريستي دومبروسكي، والثاني اتفاق مع
واحد من اقوى المنتجين المستقلين حاليا وهو غراهام كينغ. صداقته معه هي
التي دفعته الى القبول بواحد من المشاريع التي لم يكن له يد فيها وهو "The
Tourist" الفيلم الذي قال عنه مؤخرا: "انه مسل جدا ان تنتج فيلما يكرهه
الجميع. آه. أنا قد فعلت!".
وجوني يتدخل في مصير افلامه، ونادرا ما
رأينا ممثلين لهم كلمتهم ليقولوها حول تاريخ عرض افلامهم. جوني ديب يملك
هذا الامتياز، أو أنه صار يملك هذه الفرصة. يقول: لو كان لي سلطة اكثر في
بداية الملحمة لكنت باعدت زمنيا بين افلام "قراصنة الكاريبي"، فأنا مستعد
لأن أنجز سبعة افلام من هذه الملحمة ما دمت احب شخصية جاك سبارو، لكن يجب
أن تبقى هذه الافلام نوعية من اجل الجمهور. اذا قالت لي شركة ديزني "سنصور
الجزء الخامس من "قراصنة الكاريبي" الشهر المقبل كي نعرضه في عيد الميلاد
2012، فجوابي سيكون: لا.

» قراصنة يضعون العلم الفلسطيني على صحيفة يهودية