الأعمال الخيرية.. شخصيات وقضايا (3)

الأعمال الخيرية.. شخصيات وقضايا (3)

<table> <tr> <td class="ImageFrame"> </td> </tr> </table>

• أنجلينا جولي في إحدى مهماتها الإنسانية

يكسبون
الملايين بالعشرات وينفقون الملايين بالعشرات أيضاً.. يسكنون قصوراً كأنها
مقتطعة من حكايات ألف ليلة وليلة، أساطيل من الطائرات واليخوت الخاصة
يجوبون بها العالم جواً وبحراً، لكن بعضهم يخصص جزءاً من ثروته لقضية يؤمن
بها، لمساعدة الفقراء والمحتاجين، أو لإلقاء الضوء على قضية ما، وربما
لتمويل أبحاث طبية أملاً في فك أسرار مرض لا يزال عصياً على الطب وتطوير
عقار للقضاء عليه، وبعضهم يقوم بدور فعال في الحملات المخصصة لجمع التبرعات
لمصلحة الأعمال الخيرية.

فضل سالم
إنهم المشاهير الذين نتابع
أخبار الصفقات التي يبرمونها هنا وهناك أو الأعمال الفنية التي يتحفوننا
بها بين الوقت والآخر، ممثلون وممثلات، مغنون ومغنيات، عارضات أزياء،
أثرياء بالوراثة أو مغامرون بنوا إمبراطوريات بعرق الجبين والعمل الدؤوب
فجمعوا مليارات الدولارات.
البعض منهم يكلف بمهام سفير النوايا الحسنة
للتعريف بالنشاطات الإنسانية التي تقوم بها هذه المؤسسة الدولية أو تلك،
والبعض يتولى مهمة المتحدث الرسمي باسم جمعية خيرية لمساعدة ضحايا كارثة
طبيعية حلت بهذا البلد أو ذاك وقد تكون للتعريف بحقوق الحيوان. وبالطبع
فاختيار هؤلاء المشاهير لا يتم اعتباطاً بل بناء على ما سبق لهم أن قدموه،
وعلى السمعة الطيبة التي يتمتعون بها باعتبارهم قدوة للكثيرين.

أنجلينا جولي.. محامية اللاجئين في العالم
تعتبر أنجلينا جولي الحائزة الأوسكار كأفضل ممثلة واحدة من أكثر شهيرات هوليوود انخراطاً في العمل الخيري على مستوى العالم.
وتقول
أنجلينا وهي أم لستة أطفال ان بدايتها مع الأعمال الخيرية والتطوعية إنما
كانت أثناء تصويرها معظم لقطات فيلم Tomb Raider في كمبوديا فقد لمست هناك
مدى حاجة الملايين للمساعدة.. فاتصلت على الفور بالمفوضية العليا لشؤون
اللاجئين التابعة للأمم المتحدة مستفسرة عن التفاصيل وكيفية المساعدة..
يومها عرفت أن هذه الهيئة تقود عمليات الإغاثة الدولية من أجل حماية
اللاجئين وتسوية المشاكل التي تعترضهم.
من يومها، أي منذ عام 2001 وهذه
الممثلة تنتقل من بلد إلى بلد في مهمات إنسانية لمقابلة اللاجئين بهدف
تنسيق الجهود الهادفة الى مساعدتهم.
وفي هذا الإطار زارت أنجلينا
باعتبارها سفيرة للنوايا الحسنة لمفوضية اللاجئين أكثر من عشرين دولة من
بينها: سيراليون، تنزانيا، كمبوديا، باكستان، تايلاند، إكوادور، كوسوفو،
كينيا، ناميبيا، سريلانكا، الأردن، مصر، الهند، كوستاريكا، تشاد، سوريا،
العراق، وأفغانستان بالإضافة الى العديد من دول القوقاز وإقليم دارفور في
السودان.
كذلك زارت هايتي أكثر من مرة في الفترة التي أعقبت الزلزال المدمر الذي ضربها قبل أربعة عشر شهراً.
وحين
سئلت مرة عما تريد تحقيقه من الالتقاء مع اللاجئين وأولئك الذين أجبروا
على ترك منازلهم في المناطق الخطرة قالت ان الهدف من زياراتها هو تعريف من
لا يعرف بالمأساة التي يعاني منها هؤلاء وأولئك.
وكانت مفوضية اللاجئين
قد عينت أنجلينا عام 2001 سفيرة للنوايا الحسنة، وذلك في احتفال أقيم في
مقرها الرئيسي في جنيف بهدف المساعدة في تعريف العالم بمأساة اللاجئين
ولتسليط الأضواء أيضاً على الجهود التي يبذلها اللاجئون أنفسهم للتغلب على
أوضاعهم الصعبة.
وفي عام 2003 أصبحت أنجلينا أول شخص يحصل على جائزة
«مواطن عالمي» التي استحدثتها جمعية المراسلين الصحفيين العاملين في مقرات
الأمم المتحدة للشخصيات التي تقوم بأعمال استثنائية وذلك لتكريم الدبلوماسي
البرازيلي سيرجي ديميلو مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الذي قتل في
تفجير مقر المنظمة الدولية في بغداد عام 2003.
وفي عام 2005 حصلت
أنجلينا من الأمم المتحدة على جائزة رفيعة لجهودها في المجال الإنساني. وفي
العام نفسه منح ملك كمبوديا هذه الممثلة الجنسية الكمبودية اعترافاً
بأعمالها الخيرية والإنسانية في بلاده.
وقد أنشأت أنجلينا وشريكها
الممثل براد بيت مؤسسة تحمل اسميهما لتقديم المساعدات لضحايا الفقر ولحماية
وتطوير المصادر الطبيعية لمياه الشرب.
قدمت هذه المؤسسة منحة بمليون
دولار لمنظمة «أطباء بلا حدود» التي أنشأها صحافيون وأطباء في فرنسا عام
1971وتقدم خدماتها المجانية والتطوعية في قرابة ستين دولة بهدف مساعدة
ضحايا العنف والإهمال وسوء التغذية وبالذات ضحايا الحروب والأعمال العسكرية
والكوارث كما حدث في هايتي.
وفي عام 2006 وحده بلغ مجموع المبالغ التي تبرعت بها هذه المؤسسة للأعمال الخيرية ثمانية ملايين دولار.
ومع
الأيام أصبحت أنجلينا أكثر انخراطاً في المجال الإنساني على المستوى
السياسي فشاركت في اليوم العالمي للاجئين في مقر الأمم المتحدة كما دعيت
رسمياً ولعامين على التوالي لإلقاء كلمة في اجتماع المنتدى الاقتصادي
العالمي في دافوس بسويسرا والذي يحضره العشرات من زعماء العالم وكبار
الشخصيات الاقتصادية والسياسية.
وفي عام 2006 بدأت نشاطاً سياسياً
مكثفاً في العاصمة الأميركية للتعريف بمحنة اللاجئين في العالم واجتمعت في
هذا الإطار بأعضاء الكونغرس أكثر من عشرين مرة.
كذلك تشارك أنجلينا في
رئاسة منظمة عالمية تعنى بتعليم الأطفال في مناطق النزاعات والتي أنشئت
بمبادرة من صندوق بيل كلينتون العالمي بحضور أكثر من مائة من زعماء العالم
الحاليين والسابقين وأربعة عشر من الحاصلين على جائزة نوبل للسلام وعدة
مئات من كبار الشخصيات العالمية ورؤساء المنظمات غير الحكومية العاملة في
المجال الإنساني.
وفي عام 2007 تعهدت هذه المنظمة بتقديم 148 مليون
دولار لتعليم 350 ألف طفل في المناطق التي لا توجد فيها مدارس ولتحسين
مستوى التعليم في مدارس تضم سبعمائة ألف طفل.

أوبرا وينفري.. وصيّة بمليار دولار
تسعى
الجمعيات الخيرية لبناء علاقات مع المشاهير من نجوم السينما أو الرياضة،
وتمتين هذه العلاقات بهدف زيادة وعي الجمهور بمساعيها وجهودها في مجال
العمل الخيري، وبالتالي تحفيز المزيد من التبرعات التي تساعدها في أداء
مهمتها.
وغالباً ما يتم ذلك بتسمية أحد المشاهير متحدثاً رسمياً باسم
الجمعية الخيرية، بل إن بعض هذه الجمعيات تختار هذا النجم أو ذاك ليكون
عضواً فخرياً في مجلس إدارتها لجذب المزيد من الاهتمام ومن التبرعات أيضاً.
لكن
بعض المشاهير يفضلون تكوين جمعيات خيرية تحمل أسماءهم أو أسماء من يريدون
تخليدهم. ومن المؤكد أن ملكة الشاشة الأميركية أوبرا وينفري تحتل المركز
الأول بين هؤلاء المشاهير باعتبارها صاحبة التبرعات الكبرى، كما أنها تشارك
بتبرعاتها في عشرات الجمعيات الخيرية المتخصصة في عشرات المجالات
المختلفة، من الدفاع عن حقوق الإنسان والحيوان حتى تمويل الدراسات الخاصة
بالاحتباس الحراري وآثاره المدمرة.. ومن مكافحة مرض الإيدز حتى إغاثة
متضرري زلزال هايتي وتسونامي اليابان وإعصار كاترينا الذي دمر نيوأورليانز
بولاية لويزيانا عام 2007.
ووفقاً للمعلومات الرسمية المستقاة من وثائق
الضرائب تبرعت أوبرا حتى الآن بما يتراوح بين 800 و850 مليون دولار كانت
غالبيتها عبر ثلاث جمعيات تحمل اسمها.
لكن الأكثر أهمية بين كل ما يمكن أن يقال في هذا المجال هو أن أوبرا أوصت بتخصيص مليار دولار من ثروتها للأعمال الخيرية بعد وفاتها.
وفي
إحدى حلقات برنامجها التلفزيوني الذي توقف أخيراً أعطت أوبرا حضور الحلقة
وعددهم ثلاثمائة شخص ألف دولار لكل منهم بشرط إنفاقها في العمل الخيري الذي
يختاره.
ويقول موقع متخصص على شبكة الإنترنت أن أوبرا تقدم الدعم
المالي لاثنتي عشرة مؤسسة خيرية معروفة ومنها: مؤسسة بيل كلينتون.. مؤسسة
الحرية للأطفال.. المؤسسة العالمية لنصرة المرأة، وغير ذلك الكثير.
وتتركز
تبرعات أوبرا على قضايا التعليم والصحة وإغاثة متضرري الكوارث الطبيعية في
الولايات المتحدة وخارجها، خاصة في أفريقيا حيث أنشأت مدرسة نموذجية
للبنات في إحدى المناطق الفقيرة في جنوب أفريقيا وجهزتها بكل ما تحتاج
إليه.
وقدمت أوبرا منحة بمليون وخمسمائة ألف دولار لمدرسة ابتدائية في
إحدى القرى النائية في زيمبابوي بعد أن تناهى إلى سمعها أن هذه المدرسة
مهددة بالإغلاق بسبب عجز مالي تعاني منه.
كذلك تقدم مؤسسات أوبرا وينفري
منحاً دراسية لآلاف الطلاب المبدعين والمحتاجين في عشرات الدول. بل إنها
تقدم منحاً دراسية لألف طالب يدرسون في إحدى الجامعات الخاصة بمدينة
أتلانتا مع أنها في البداية أعلنت أن المنح سوف تقتصر على مائة من طلاب هذه
الجامعة.
وتعتبر أوبرا صاحبة التبرعات الكبرى للجمعيات الخيرية العاملة
في مجال إنقاذ الأطفال من ضحايا العنف الأسري، وكذلك الأطفال غير الشرعيين
وأولئك الذين تتخلى عنهم أمهاتهم لسبب أو لآخر.
وتتركز تبرعات أوبرا وينفري بشكل عام على القضايا المتعلقة بتحسين حياة الإنسان في العالم وبالذات أبناء الأقليات والأطفال والنساء.
ومن
القضايا الأخرى التي تناصر أوبرا ضحاياها بالمال: الفقر.. الجوع.. العنف..
السرطان.. الاغتصاب.. التغيرات البيئية.. سوء المعاملة.

إلتون جون.. الإيدز شر مطلق
يقول
المغني البريطاني إلتون جون الذي فجع في السنوات الأخيرة بموت الكثير من
أصدقائه ومعارفه بمرض الإيدز أنه أنشأ في عام 1992 صندوقاً يحمل اسمه في
محاولة لتخفيف الآثار المدمرة التي يسببها الشر المطلق وهو الوصف الذي
يطلقه على هذا المرض.
ففي كل عام يفتح جون الذي منحته الملكة إليزابيث
لقب «سير» منزله لمئات المشاهير حيث يدعوهم للتبرع لهذا الصندوق تحت عنوان
«ربطة العنق البيضاء».
كما أنه يقيم حفلات سنوية قبل توزيع جوائز
الأوسكار و«غرامي» ويخصص ريعها لتمويل الصندوق الذي بلغ مجموع تبرعاته حتى
الآن مائتين وعشرين مليون دولار في أكثر من خمس وخمسين دولة.
وفي الموقع
الإلكتروني للصندوق يقول جون: «خسرت الكثير من أصدقائي ومعارفي بسبب هذا
المرض اللعين. وفي منتصف الثمانينات بدأت بتحويل حزني إلى جهد للمساعدة في
جمع التبرعات بهدف تمويل الأبحاث الطبية الرائدة في مجال مكافحة الإيدز
والقضاء عليه قبل أن يقضي على المزيد من الأبرياء.. ومن أجل تقديم المساعدة
الممكنة لضحايا هذا المرض وكذلك التوعية والتعليم بهدف الوقاية وللقضاء
على التمييز الذي يتعرض له ضحايا الإيدز».
ولا يكتفي إلتون جون بجمع
التبرعات من الآخرين بل إنه كثيراً ما يتبرع من ماله الخاص. ففي عام 2004
وحده بلغ مجموع ما تبرع به ثلاثة وأربعين مليون دولار مما أهله للحصول على
لقب الأكثر تبرعاً للقضايا الإنسانية بين مشاهير الموسيقى والغناء، وهو لقب
لا يزال ملتصقاً به حتى اليوم.
وفي مطلع العام الحالي تبرع جون بثمن
مائة وعشرين دراجة نارية ليستخدمها الأطباء والممرضون في مملكة ليسوتو
الأفريقية حين يريدون الوصول إلى مرضى في مناطق نائية أو لا وجود للطرق
المعبدة فيها.
وكان قد تبرع في عام 2007 بأربعين مليون دولار للأعمال الخيرية وذلك في احتفال خاص أقيم في ذكرى مصرع الأميرة ديانا.
كذلك
تبرع لمساعدة الفقراء والمشردين بمبلغ خمسة ملايين دولار حصل عليها مقابل
الغناء في حفل زواج المعلق السياسي اليميني المحافظ راش ليمبو.
وبالإضافة
الى تركيزه على محاربة مرض الإيدز يولي جون اهتماماً خاصاً بضحايا العديد
من القضايا الإنسانية ويخصهم بتبرعاته ومن هذا القضايا: السرطان، المشردون،
السلام، العنف الأسري، الإدمان، البطالة، الكوارث، البيئة.. حقوق الإنسان
وحقوق الحيوان أيضاً.