الأقصى والصخرة المقدسة
عندما فتح الخليفة عمر بن الخطاب رضى
الله عنه القدس 15 هجرية – 636م فإن أول ما فعله هو البحث عن مكان المسجد الأقصى
والصخرة المقدسة واضعاً نصب عينيه الرواية التى سمعها من رسول الله صلى الله عليه
وسلم ليلة الإسراء .
وسأل عمر الصحابة وكعب الأحبار (وهو من اليهود الذين
أسلموا ) والبطريرك صفرنيوس بطريرك القدس عن مكان البقعة المباركة التى أسرى برسول
الله صلى الله عليه وسلم منها وصلى فيها إماماً بجميع الأنبياء عارجا بعدها
للسموات العلى .
وقد عثر الخليفة عمر بن الخطاب على
مكان المسجد الأقصى والصخرة المقدسة وكان المكان مطموراً بالأتربة التى تكاد تخفى
معالمه وعند رفع الأتربة كان المكان خالىا تماماً من بقايا أى مبانى سابقة ، ورغم
أن اليهود يدّعون أن تيتوس الرومانى دمر الهيكل الثانى عام 70م فعندما رفع عمر بن
الخطاب الأتربة لم
يكن هناك ولو حجر واحد ولا أى شواهد
أثرية تدل عليه ، وهذا هو طبيعى فإذ لم يكن هناك هيكلا أولا فبالتالى لايوجد هيكل
ثانى .
وأمر
عمر بن الخطاب بإقامة مسجد موضع المسجد الأول ، وإقامة ظلة من الخشب فوق الصخرة
المقدسة ، وعندما جاء الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان بنى قبة الصخرة فوق
الصخرة المقدسة عام 72هجرية – 691م
، ثم بنى الخليفة الوليد بن عبد الملك المسجد الأقصى عام 86هجرية – 709م ، والمسجد
الأقصى المذكور فى سورة الإسراء أية 1 ليس المقصود به المسجد كبناء معمارى فلم يكن
هذا البناء قائماً بالقدس سنة 621م ليلة الإسراء وإنما المقصود بالمسجد الأقصى
مدينة القدس كلها ، كما أن عبارة "المسجد الحرام" تعنى كل مدينة
مكة ولا تقتصر على الكعبة والمسجد الحرام فقط